
تساقط الشعر مشكلة تؤرق الكثير من النساء وتؤثر على ثقتهن بأنفسهن، خاصة إذا كان التساقط مفرطًا ويهدد كثافة الشعر ومظهره الصحي. لكن من الطبيعي أن تفقدي ما بين 50 إلى 100 شعرة يوميًا، لكن عند زيادة المعدل عن ذلك أو عدم نمو شعر جديد مكان المتساقط، هنا تظهر المشكلة التي تحتاج لتشخيص وعلاج. في هذا المقال سنستعرض معًا أشهر أسباب تساقط الشعر عند النساء وكيفية التعامل معها بشكل علمي وآمن.
محتويات المقال
أسباب تساقط الشعر لدى النساء
الشعر قد يتساقط لأسباب متعددة، منها أسباب صحية، نفسية، أو هرمونية. هنا نوضح لكِ أهم العوامل الشائعة:
الأسباب الهرمونية لتساقط الشعر
اضطرابات الغدة الدرقية
- الغدة الدرقية تتحكم في توازن الهرمونات بالجسم، وأي خلل فيها ممكن يؤدي لتساقط الشعر بشكل ملحوظ.
- أعراض اضطرابات الغدة الدرقية التي قد ترتبط بالشعر:
- فقدان الشعر
- الخمول الدائم
- زيادة أو انخفاض الوزن
- تغير ضربات القلب
- انتفاخ العنق
- جفاف الجلد
- اضطرابات الحيض
- مشاكل بصرية
- ارتجاف اليدين
- ضعف العضلات
- إذا ظهرت عليكِ هذه الأعراض، فإن الخطوة الصحيحة هي إجراء تحاليل الغدة الدرقية (TSH, T3, T4) والتوجه بالنتائج إلى طبيب غدد صماء، وتجنبي تماماً تناول أي مكملات هرمونية بدون وصفة طبية.
العوامل الوراثية (الصلع الوراثي الأنثوي)
يُعد الصلع الوراثي الأنثوي هو السبب الأكثر شيوعاً لتساقط الشعر لدى النساء. على عكس ما يعتقده الكثيرون، فهو لا يسبب صلعاً كاملاً كما في الرجال، بل يظهر على شكل ترقق عام ومنتشر للشعر، خاصة في منطقة تاج الرأس ومنتصف الشعر، حيث يصبح فرق الشعر أعرض بشكل ملحوظ.
السبب هنا ليس زيادة في الهرمونات، بل حساسية وراثية مفرطة لدى بصيلات الشعر لهرمونات الأندروجين (هرمونات الذكورة الموجودة بشكل طبيعي بمستويات منخفضة لدى النساء). هذه الحساسية تؤدي إلى تقلص تدريجي للبصيلات مع كل دورة نمو، فتنتج شعراً أرفع وأقصر وأضعف، حتى تتوقف عن إنتاج الشعر تماماً.
في هذه الحالة، من الضروري التوجه إلى الطبيب فوراً لأنه الوحيد القادر على التشخيص الدقيق حيث أن العلاجات السطحية مثل الماسكات الطبيعية لن تكون فعّالة في هذه الحالة التي تتطلب تشخيصاً دقيقًا وعلاجًا فعالًا فلابد من فحص فروة الرأس بأجهزة معينة لتحديد مشكلة الشعر إذا كانت صلع وراثي أم لا.
التغيرات الهرمونية الطبيعية في حياتك
إلى جانب اضطرابات الغدة الدرقية والصلع الوراثي، أنتِ تمرين بمراحل طبيعية في حياتك تشهد تقلبات هرمونية هائلة، والتي غالباً ما تنعكس بشكل مباشر على صحة وكثافة شعرك ومن أهم هذه التغيرات:
- تساقط الشعر بعد الولادة:
أثناء فترة الحمل، ترتفع مستويات هرمون الإستروجين بشكل كبير، مما يطيل من مرحلة نمو الشعر ويمنعه من التساقط بالمعدل الطبيعي. لهذا السبب تلاحظ الكثير من النساء أن شعرهن أصبح أكثر كثافة وجمالاً خلال الحمل. ولكن بعد الولادة، تنخفض هذه الهرمونات بشكل مفاجئ وحاد، مما يؤدي إلى تساقط نسبة كبيرة من الشعر بعد حوالي 3 إلى 4 أشهر من الولادة، وهي حالة تُعرف بـ التساقط الكربي بعد الولادة. الخبر الجيد أن هذه الحالة مؤقتة، ويعود الشعر عادةً إلى طبيعته خلال 6 إلى 12 شهراً. - تساقط الشعر في سن اليأس:
مع اقتراب مرحلة انقطاع الطمث، يبدأ الجسم في إنتاج كميات أقل من هرموني الإستروجين والبروجسترون. هذان الهرمونان يساعدان على نمو الشعر بشكل أسرع. وعندما تنخفض مستوياتهما، يتباطأ نمو الشعر وتصبح الشعرة نفسها أرفع. في المقابل، قد تزداد نسبة تأثير هرمونات الأندروجين (هرمونات الذكورة)، مما يؤدي إلى تقلص بصيلات الشعر بشكل مشابه لما يحدث في الصلع الوراثي، ويسبب ترققاً ملحوظاً في سمك الشعرة. - متلازمة تكيس المبايض:
هي حالة هرمونية شائعة تؤثر على العديد من النساء في سن الإنجاب. تتميز بوجود زيادة في مستويات هرمونات الأندروجين. هذه الزيادة في “هرمونات الذكورة” يمكن أن تسبب أعراضاً مثل عدم انتظام الدورة الشهرية، ظهور حب الشباب، وزيادة نمو الشعر في الجسم، ولكنها في المقابل تسبب ترقق الشعر في فروة الرأس بنفس آلية الصلع الوراثي، حيث تهاجم هذه الهرمونات بصيلات الشعر وتؤدي إلى ترققها وتساقطها.
الأسباب الغذائية ونقص المعادن
يعتبر الشعر نسيجاً غير حيوي في نظر الجسم، مما يعني أنه عند وجود أي نقص في الغذاء، يقوم الجسم بتوجيه الموارد المحدودة للأعضاء الحيوية أولاً (مثل القلب والدماغ) ويعطي لهم الأولوية عن الشعر. هذا هو السبب في أن صحة شعركِ هي مرآة مباشرة لصحتكِ الغذائية، ومن أهم مؤشرات وجود سوء تغذوي لديكي هو الآتي:
فقر الدم ونقص مخزون الحديد
هو أحد أكثر الأسباب شيوعاً لتساقط الشعر لدى النساء، خاصة بسبب الدورة الشهرية والحمل.
- الحديد هو المكون الأساسي لبروتين الهيموجلوبين، الذي ينقل الأكسجين في الدم. عندما ينخفض مخزون الحديد فيريتين في جسمك، تقل كمية الأكسجين التي تصل إلى بصيلات الشعر. وبسبب هذا الحرمان من الأكسجين تضعف البصيلات، وتقصّر مرحلة نمو الشعر، ويتساقط نسبة كبيرة من شعرك.
- بالإضافة إلى تساقط الشعر، قد تلاحظين أعراضاً أخرى تدل على فقر الدم، رجاء انتبهي لها وهي:
- ضيق التنفس عند بذل مجهود بسيط.
- إرهاق وضعف عام مستمر.
- صداع دائم أو دوخة.
- طنين في الأذن.
- شحوب لون البشرة.
- متلازمة بيكا: وهي رغبة شديدة وغير طبيعية في تناول مواد غير غذائية مثل الثلج، الطين، أو الورق، وتعتبر علامة قوية على نقص الحديد الحاد.
الخطوة الأساسية للتشخيص هي إجراء تحليل مخزون الحديد (فيريتين) وصورة الدم الكاملة، وفي حالة تم تأكيد نقص في مخزون الحديد أو الهيموجلوبين، قد يصف الطبيب لك مكملات الحديد. كما يمكنكِ دعم العلاج بتناول الأطعمة الغنية بالحديد مثل اللحوم الحمراء، والكبدة، والسبانخ، والعدس، والبقوليات.
نقص الفيتامينات والمعادن
إلى جانب الحديد، هناك فيتامينات ومعادن أخرى يلعب نقصها دوراً محورياً في تساقط الشعر:
- فيتامين د : أثبتت الدراسات الحديثة وجود مستقبلات لفيتامين د في بصيلات الشعر، مما يشير إلى دوره المباشر في تنشيط البصيلات وبدء دورة نمو جديدة. نقصه شائع جداً ويمكن أن يساهم في التساقط المزمن حاولي التعرض للشمس من الساعة 8إلي الساعة 11 صباحًا لمدة 20 دقيقة يوميا وإذا كان التحليل يثبت نقص شديد قد يصف الطبيب لك مكملات فيتامين د وفي بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بتركيبة تحتوي على فيتامين د و فيتامين K2 لتحسين الامتصاص.
- فيتامين ب12 : هذا الفيتامين ضروري لعملية تكوين خلايا الدم الحمراء السليمة التي تغذي بصيلات الشعر. نقصه شائع بشكل خاص لدى النباتيين أو من يعانون من مشاكل في امتصاص فيتامين ب.
- الزنك: يلعب الزنك دوراً رئيسياً في وظائف الغدد الدهنية لبصيلات وفي عملية إصلاح أنسجة الشعر وتصنيع بروتين الكيراتين.
من الضروري ملاحظة إذا كنتِ تشكين في وجود نقص، فإن إجراء التحاليل الطبية اللازمة هو الطريقة الوحيدة المؤكدة لمعرفة الفيتامينات التي يحتاجها جسمكِ وتحديد الجرعة المناسبة من المكملات الغذائية تحت إشراف طبي.
الأسباب المرضية والجلدية
الأمراض الجلدية
بعض الأمراض الجلدية تصيب فروة الرأس فتمنع نمو الشعر أو تؤدي لتلف البصيلات. ومن أبرزها:
- الصدفية
- الثعلبة
- الأكزيما الدهنية
- الحساسية التلامسية
- الجزاز الجلدي
قد تؤدي إلى تساقط الشعر أو منع نموه بسبب الالتهابات في فروة الرأس. من الضروري استشارة طبيب جلدية مختص لتشخيص الحالة بدقة وتجنب العلاجات العشوائية وعلاجات الانترنت أو الوصفات الطبيعية في هذه الحالات.

الأسباب النفسية ونمط الحياة
الاكتئاب والضغط العصبي
- المشاكل النفسية مثل التوتر والاكتئاب تؤثر بشكل مباشر على الجسم، ومنها صحة الشعر. ارتفاع هرمونات التوتر يزيد من اضطرابات الدورة الدموية المغذية لبصيلات الشعر، مما يسبب ضعفها وتساقطها.
- يتوجب عليكِ في هذه الحالة عدم التركيز على علاج الشعر فقط إذا كان السبب نفسي، بل من الضروري مراجعة طبيب نفسي أو ممارسة التأمل وتمارين الاسترخاء.
العناية الخاطئة بالشعر: ضرر يتراكم يومًا بعد يوم
العادات اليومية التي قد تبدو بسيطة يمكن أن تكون السبب الرئيسي لضعف الشعر وتساقطه. وهذا النوع من التساقط يحدث نتيجة ضرر مباشر للشعر وبصيلاته ومن أمثلة هذه الأضرار:
- استخدام الحرارة المفرطة: أدوات التصفيف مثل مجفف الشعر، مكواة الفرد، ومكواة التجعيد يعملوا علي تحطم بروتين الكيراتين المكون للشعرة، مما يجعلها جافة، وهشة، وعرضة للتقصف والتساقط.
- المعالجات الكيميائية القاسية: صبغ شعرك باستمرار ، وسحب اللون، وعلاجات الفرد الكيميائي تضعف بنية الشعر وتتلف طبقته الخارجية الواقية، مما يؤدي إلى تكسره من الجذور.
- تسريحات الشعر المشدودة: تسريحات مثل ذيل الحصان المشدود، الكعكة الضيقة، أو الضفائر الأفريقية تسبب ضغطاً وسحباً مستمراً على بصيلات الشعر. هذه الحالة تُعرف بـ “تساقط الشعر الشدي” ، وإذا استمرت لفترة طويلة، يمكن أن تسبب تلفاً دائماً للبصيلات وتمنع نمو الشعر مجدداً في تلك المناطق.
الحل الضروري هنا هو التوقف عن إجهاد الشعر عبر تقليل الصبغات ويمكنك تبديلها بالحناء الطبيعية أو صبغة شعر طبيعية وقللي استخدام الحرارة المفرطة لشعرك وإذا كان شعرك كيرلي لا تحاولي فردة بالحرارة ولكن تعلمي كيفية الاهتمام بالشعر الكيرلي؟ بدون حرارة،
ولابد من وقف شد الشعر نهائيا والاستعاضة عنه بتسريحات مريحه لفروة راسك. انصحك أيضًا بقراءة مقال عادات يومية تضر شعرك وصحته للتعرفي علي المزيد من العادات السيئة
كيف يتم تشخيص سبب تساقط الشعر؟
تحديد السبب الحقيقي وراء تساقط شعركِ هو مفتاح العلاج الفعال. الاعتماد على التخمين أو تجربة المنتجات العشوائية قد يضيع وقتكِ ومالكِ. طبيب الجلدية هو أفضل من يمكنه تشخيص حالتكِ بدقة عبر مجموعة من الخطوات والفحوصات التي تضيف مصداقية طبية لخطة العلاج، وتشمل:
- الاستشارة والتاريخ المرضي:
- سيبدأ الطبيب دائماً بحوار مفصل معكِ لفهم نمط حياتكِ، نظامكِ الغذائي، تاريخكِ المرضي والعائلي، وهو ما يعرف بالتاريخ الطبي المفصل.
- الكشف عن الأسباب الداخلية عن طريق عمل التحاليل الطبية الازمة:
- كخطوة تالية، سيطلب الطبيب مجموعة من تحاليل الدم للتأكد من عدم وجود أي نقص في الفيتامينات أو خلل هرموني يسبب المشكلة من الداخل.
- لمعرفة القائمة الكاملة لهذه الفحوصات وماذا تعني نتائجها، ندعوكِ لقراءة دليلنا المفصل عن أهم تحاليل تساقط الشعر المطلوبة للنساء
- الكشف عن حالة فروة الرأس (الفحوصات السريرية):
- إذا كانت نتائج التحاليل سليمة، أو إذا كان هناك شك بوجود مشكلة جلدية، ينتقل الطبيب إلى فحص فروة الرأس مباشرة باستخدام تقنيات مثل فحص الشد والترايكوسكوبي.
- لمعرفة كيف تتم هذه الفحوصات وكيفية التشخيص، اقرئي دليلنا عن فحوصات تساقط الشعر لتعرفي المزيد
أفضل طرق الوقاية من تساقط الشعر
أسئلة شائعة حول أسباب تساقط الشعر عند النساء
ما الفرق بين تساقط الشعر الطبيعي وغير الطبيعي؟
تساقط 50-100 شعرة يوميًا طبيعي، لكن إذا زاد التساقط أو لم ينمو الشعر مجددًا، فقد يكون تساقط غير طبيعي.
كيف أمنع تساقط الشعر الناتج عن التوتر؟
مارسي تمارين اليوغا أو التأمل تمارين رياضية بسيطة، ولكن الأهم استشيري مختصًا نفسيًا إذا استمر التوتر.
متى يجب زيارة الطبيب في حالة تساقط الشعر؟
توجهي إلى الطبيب إذا لاحظتِ تساقطًا شديدًا، أو ظهور مناطق خالية في فروة رأسك ، أو أعراض مثل الخمول أو جفاف الجلد.
تساقط الشعر لدى النساء قد يكون علامة على مشكلة صحية أعمق، سواء كانت نفسية، جلدية، أو هرمونية. من المهم التعرف على الأسباب مثل الاكتئاب، اضطرابات الغدة الدرقية، أو فقر الدم، واتباع النصائح مثل استشارة الطبيب وتحسين نمطك الغذائي . لا تترددي في طلب المساعدة الطبية لاستعادة صحة شعرك، ابدئي اليوم بتوجه لطبيب مختص وعمل التحاليل الازمه.
الآن دوركِ! شاركينا في التعليقات، ما هو أكثر سبب تعتقدين أنه وراء مشكلة تساقط شعركِ؟ وأيضًا هل لديكِ أي سؤال لم نغطيه في المقال؟ اكتبيه لما في تعليق وسنجيب عليه.