دليل تقوية المناعة للوقاية من فيروس كورونا

تقوية المناعة للوقاية من كورونا أمر ليس بهين، لذلك يجب عليكِ الاهتمام جيدًا بطرق العناية المختلفة للحفاظ على صحتك وصحة أولادك في ظل الحجر الصحي. وتناول الأطعمة التي تعزز من صحة الجهاز المناعي لديكِ، والالتزام بالحفاظ على التباعد وعدم الاختلاط بالأشخاص مباشرةً، وهناك العديد من الطرق التي تمكنك من تقوية المناعة للوقاية من فيروس كورونا والتي توصل إليها الأطباء من خلال إجراء الأبحاث والدراسات العلمية، وهذا ما ستتعرفين عليه من خلال مقالنا هذا.

ما هو الجهاز المناعي للإنسان؟

   الجهاز المناعي في الإنسان ينقسم إلى نوعين من المناعة، الأول المناعة الفطرية وتسمى Innate Immunity System، والثاني المناعة المكتسبة Adaptive/ Acquired Immune System. واللذان يعملان معًا بحيث يكمل كل منهما الآخر، وذلك في مواجهة الفيروسات ومحاربة البكتيريا أو أي أجسام غريبة قد تهاجم جسم الإنسان. وذلك كالتالي:

الجهاز المناعي الفطري:

  يعتبر هو الخط الدفاعي الأول في جسم الإنسان ضد الفيروسات، ويتم تحفيزه خلال فترة ما بين دقائق إلى ساعات قليلة من بعد دخول الفيروس إلى الجسم. فيقوم بعمل دفاع عام في أنحاء الجسم ضد الفيروس المهاجم من خلال أجزاءه الموزعة في الجسم كله. وذلك بغرض منع الفيروس المهاجم من الانتشار في أجزاء الجسم المختلفة، حيث أنه يتكون من الأجزاء الدفاعية التالية:

  • الطبقات الخارجية من الجلد.
  • الأغشية المبطنة لكلًا من الحلق والأمعاء.
  • المركبات الكيميائية الموجودة في الدم.
  • الخلايا المناعية مختلفة الأنواع.

الجهاز المناعي المكتسب:

  خلال الفترة التي يعمل فيها خط الدفاع الأول، والمتمثل في الجهاز المناعي الفطري في الجسم، يبدأ الجهاز المناعي المكتسب في العمل، فيبدأ في تكوين أجسام مضادة وخلايا دم بيضاء. وذلك بهدف مهاجمة وتذكر الفيروس المهاجم للجسم، حتى يسهل على الجسم التعرف عليه ومحاربته عند التعرض للإصابة به مرة أخرى.

  مقارنةً بالجهاز المناعي الفطري فإن الجهاز المناعي المكتسب يكون أكثر تخصصًا للفيروس المهاجم، غير أنه يكون أكثر بطئًا، فهو يأخذ ما بين أيام إلى أسابيع حتى يتكون أجسام مضادة. وهو ما يفسر أنه بالرغم من إصابة الشخص بفيروس كورونا Covid-19، إلا أن الأجسام المضادة للفيروس تحتاج إلى أيام أو أسابيع قبل أن تظهر في التحاليل الخاصة به، وبالمثل كون المصاب يحتاج فترة حتى يبدأ في التحسن.

طريقة مهاجمة الجهاز المناعي لفيروس كورونا:

  بما أن الجهاز المناعي الفطري هو الدفاع الأول والأسرع في مواجهة الفيروسات التي تهاجم الجسم، فهو يقوم بتحفيز إنتاج نوع معين من كرات الدم البيضاء، والتي تسمى B cells، ويتم إنتاجها في النخاع العظمي Bone Marrow.

  هذه الخلايا تعمل على إنتاج أجسام مضادة، وهي وسائل الدفاع التي ينتجها الجهاز المناعي المكتسب فتقوم بالعمل على مهاجمة الفيروس، حيث تختص الأجسام المضادة بفيروس كورونا Covid-19 وتقوم بالالتصاق به، كما تعمل على تعريفه للجسم حتى يتم مهاجمته من قبل الخلايا المناعية الأخرى.

 تتميز الخلايا المناعية B cells بكونها متعددة الوظائف، فتقوم بعض منها بمحاربة الفيروس، بينما تقوم مجموعة أخرى منها بمحاكاة الفيروس وتحفظ في الجسم لكي تتذكره، والتي تمكن الجسم من مهاجمته للفيروس في حالة الإصابة المتكررة به، كما تتميز تلك الخلايا بقدرتها على البقاء في الجسم لفترات طويلة قد تمتد لعقود.

 كذلك يتم إنتاج نوع آخر من الخلايا المناعية والتي تسمى T cells، وهي أيضًا أحد أنواع كرات الدم البيضاء، والتي تعد جزء من جهاز المناعي الفطري في جسم الإنسان. حيث تقوم بعض خلايا T Cells بتحفيز الخلايا المناعية من نوع B Cells لتكوين الأجسام المضادة للفيروس، بينما يقوم الجزء الآخر بمهاجمة وتدمير خلايا الجسم التي تم إصابتها من قبل الفيروس.

  وأهم من كل ذلك فإن تلك الخلايا تستخدم نوع من الجزيئات التي تسمى Cytokines، وذلك للعمل كناقلات لباقي أجزاء الجهاز المناعي بالإضافة إلى تقوية المناعة للوقاية من فيروس كرونا وحماية الجسم من أخطاره الجسيمة.

لماذا يعاني بعض الأشخاص بأعراض فيروس كورونا والبعض الآخر لا؟

  بالنظر إلى الطريقة التي يعمل بها الجهاز المناعي للإنسان في مهاجمة فيروس كورونا، يمكن أن نكون بعض الأفكار حول السبب في ذلك. حيث أنه في الظروف الطبيعية يقوم الجهاز المناعي الفطري في البداية بمهاجمة الفيروس وإخراجه من الجسم. ثم يلي ذلك دور الجهاز المناعي المكتسب في إزالة أي بقايا للفيروس من الجسم، مع خلق أجسام مضادة له لأي إصابات مستقبلية به.

أما في حالة الأشخاص الذين لم تظهر عليهم أعراض أو ظهرت عليهم أعراض طفيفة، يبدو أن الجهاز المناعي بقسميه يعملان معًا بانسجام وتناغم طبيعي. بينما في حالة الأشخاص الذين يعانون من أعراض حادة وحالات إصابة حرجة عند الإصابة بنفس الفيروس، فإنه يُعتقد بأن السبب في ذلك يرجع إلى ضعف أو خلل في أحد أقسام المناعة. وخاصةً بين الأشخاص كبار السن حيث تقل المناعة لديهم وأصحاب الأمراض المناعية، وهو ما يسبب تدهور الحالة والوصول إلى الإصابات الحرجة.

كيف يمكن تقوية المناعة للوقاية من فيروس كورونا؟

   من المهم الحرص على معايير النظافة الشخصية مثل غسيل اليدين باستمرار جيدًا، واستخدام الكحول لتطهير اليدين، وارتداء الماسك لتغطية الفم والأنف، وضرورة الامتناع عن ملامسة العين أو الوجه والفم. أيضًا يوجد طرق ووسائل مؤكدة للعمل على تقوية المناعة للوقاية من كورونا والذي يعد ذو أهمية بالغة في هذه المرحلة.

 إن الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل السكر والضغط  وأمراض القلب والشرايين والجهاز التنفسي، هم أكثر عُرضة للإصابة بمضاعفات فيروس كورونا Covid-19، وبالمثل الأشخاص الكبار في السن، حيث أن الكفاءة المناعية تقل بشكل عام مع التقدم في العمر. وفيما يلي سوف نوضح مجموعة من الإجراءات التي من شأنها العمل زيادة و تقوية المناعة للوقاية من كورونا

تناول غذاء صحي متكامل:

  يعتبر نوع الغذاء الذي يتناوله الإنسان هو المدخل الرئيسي للحالة الصحية العامة والمناعية خاصة للإنسان، لذلك فإن حرص الإنسان على تناول غذاء يحتوي على أنواع معينة من المواد التي تساهم في تقوية المناعة هو أمر أساسي ومهم. فيجب تناول غذاء ذو كمية منخفضة من المواد الكربوهيدراتية، وهو ما يساعد على تنظيم السكر العالي في الدم وكذلك ضغط الدم المرتفع. مع التركيز على تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات، والتي تساهم في الحفاظ على بنية الجسم متماسكة من أنسجة وكتلة عضلية.

  كما يجب الحرص على تناول الخضروات والفاكهة الطازجة بكثرة، حيث أنها غنية  بمادة البيتا كاروتين فيتامين أ، حيث أن هذا الفيتامين يساعد في الحفاظ على صحة كلَا من الأمعاء والجهاز التنفسي، ومن أهم الأطعمة التي تحتوي عليه هي: الجزر والبطاطا والسبانخ والبروكلي والفلفل الأحمر الحلو.

  كما تساعد الأطعمة الغنية بفيتامين ج على تقوية المناعة للوقاية من كورونا وذلك من خلال تحفيز الجسم على إنتاج الأجسام المضادة، ومن أهم المأكولات التي تحتوي عليه هي: الموالح والفراولة والفلفل الحلو والكيوي.

  أيضًا يعتبر فيتامين هـ من الفيتامينات الأساسية لمناعة الجسم، فهو يساعد على معادلة الجزيئات الحرة فيه، وذلك من خلال تأثيره المضاد للأكسدة، ولذلك فإنه من الضروري الاهتمام بتناول الأطعمة التي تحتوي عليه، وهي: الخضروات الطازجة والزيوت النباتية والمكسرات والأفوكادو.

   هناك العديد من الإنزيمات التي تعتمد على وجود الزنك في أجسامنا، لذلك فإن نقصه في الجسم يرتبط بضعف كفاءة الجهاز المناعي، وفي ظل انتشار وباء كورونا فيصبح من الضروري تناول الأطعمة الغنية بالزنك مثل: البقوليات والحبوب والمكسرات واللحوم الحمراء والأسماك والمأكولات البحرية.

   ثبت أن بعض الأحماض الأمينية تساعد على تقوية المناعة للوقاية من كورونا حيث أنها ضرورية لإنتاج الخلايا المناعية من النوع T Cells، والتي تدافع عن الجسم ضد الفيروسات، ومن أهم المأكولات التي تحتوي عليها هي: اللحوم والأسماك والبيض والبقوليات والمأكولات البحرية والمكسرات، كما تحتوي الحبوب الكاملة على نسبة عالية منها.

الحصول على قدر كافي من النوم:

   يعتبر النوم صحة للجسم، ففي حالة حصول الشخص على قدر كافي من النوم العميق فهذا بفضله يساعد على تقوية المناعة للوقاية من فيروس كورونا فلقد أثبتت الدراسات وجود علاقة بين النوم وكفاءة أداء الجهاز المناعي. حيث ثبت أنه في حالة عدم حصول الشخص على النوم لعدد ساعات كافية يزيد من فرصة تعرضه للعدوى، وذلك لحدوث تأخر في استجابة الخلايا المناعية من التعرف على الفيروسات وبالتالي تأخر مهاجمتها  لها.

  كما أن الحرمان من النوم يسبب إنهاكًا للجسم والعقل، فيجب أن يحصل الشخص البالغ على قدر كافي من النوم العميق والمتواصل لمدة تتراوح ما بين 6 إلى 8 ساعات، كما يفضل أن ينام في حجرة مظلمة وبعيدة عن الضوضاء.

شرب قدر كافي من الماء:

   إن تناول 8 إلى 10 أكواب من الماء بشكل يومي يساعد الجسم على البقاء رطبًا ويمنع إصابته بالجفاف، كما يساعد في عملية التخلص من السموم والمواد الضارة من الجسم. ويقلل من فرصة الإصابة بنزلات البرد والعدوى من خلال تحسين أداء الجهاز المناعي، والعمل على تقوية المناعة للوقاية من فيروس كورونا ويمكن الحصول على الكمية المحددة من السوائل من خلال تناول العصائر الطازجة والمعدة في المنزل، مثل عصير البرتقال والليمون والكيوي.

ممارسة الرياضة والإقلال من التوتر:

   تناولكِ غذاء صحيًا يجب أن يكون مقرونًا بممارسة الرياضة بشكل منتظم، حتى ولو كانت بأبسط أنواع التمارين التي يمكن ممارستها في المنزل بشكل يومي. حيث أنها تساعد في تخلص الجسم من السموم وتحفيز عملية التمثيل الغذائي واللذان لهما تأثير مباشر على تقوية المناعة للوقاية من فيروس كورونا

  في حين الحاجة إلى العزلة والبقاء في المنزل لفترة طويلة بسبب انتشار الوباء، قد ينتج عنه الإصابة بالتوتر والاحساس بالوحدة والاكتئاب، إضافة إلى نوبات القلق والخوف والتفكير المستمر في هذا الوباء، بالتأكيد يكون له تأثير سلبي على حالتك النفسية والعصبية.

  غير أن القلق والتوتر لهما تأثير ضار على الحالة الصحية بشكل عام وعلى المناعة بشكل خاص، لذلك كان من الضروري العمل على تقليلهما، وذلك من خلال ممارسة بعض الأنشطة أو الهوايات التي يمكن تأديتها في المنزل. والتي بدورها تعمل على تشتيت الانتباه عن التفكير في الوباء وتقليل التوتر، وتساعد على تقوية المناعة للوقاية من فيروس كورونا

تناول المكملات الغذائية والفيتامينات:

  في ضوء الجائحة التي يمر بها العالم الآن، فإن الحاجة إلى تنشيط وتحفيز الجهاز المناعي بسرعة هو أمر مهم، ففي حالة إن كان الشخص لا يتمكن من تناول الأغذية الصحية المحفزة للجهاز المناعي بشكل كامل، وذلك قد يكون لسبب الإصابة بأحد الأمراض التي تفرض عليه نوع غذائي معين. عندها يجب اللجوء إلى الطبيب المختص والمعالج، واستشارته عن تناول بعض الأدوية التي تحتوي على المكملات الغذائية، وتمد الجسم بالفيتامينات والمعادن اللازمة لمساعدة الجسم على تقوية المناعة للوقاية من فيروس كورونا

  إن المكملات الغذائية والفيتامينات مفيدة للحفاظ على صحة الجسم، غير أن تناولها بشكل عشوائي قد ينتج عنه أضرار صحية نحن في غنى عنها، لذلك فإنه من الضروري عدم تناولها إلا باستشارة الطبيب، مع الالتزام بالجرعات المحددة، والتي تتناسب مع حالة الشخص الصحية  والمرحلة العمرية.

 

 

المقالات ذات الصلة

اترك تعليقاً